عبد الوهاب بن علي الشتيوي

Membres

mardi 3 juin 2008

"مغامرة رأس المملوك جابر"

"مغامرة رأس المملوك جابر"
المكوّنات الفنيّة، والواقف التّوعويّة
1 ـ تأطير الحصّة:
هذه الحصّة هي الأخيرة في برنامج عملنا المتعلّق بدراسة أثر مسرحي عربي حديث وهو مسرحيّة "مغامرة رأس المملوك جابر" للكاتب السّوري سعد الله ونوّس، وبعد أنْ كنّا قد شرحنا مجموعة من النّصوص التي مكّنتنا من تكوين فكرة شاملة عن هذا الأثر المسرحي، وعن اتّجاه ونّوس في الكتابة المسرحيّة متأثّرًا بالكاتب الألماني "برشت" ومتجاوزًا أصول المسرح اليوناني كما حدّدها "أرسطو"، كما أدركنا مظاهر التّغريب المتعلّقة بالشّكل الفنّي، ومظاهر التّسييس المتعلّقة بالجانب المضموني والدّلالات التي أراد المؤلّف تبليغها إلى القارئ عبر العرض المسرحي الطّريف، فنحن اليوم سنحاول مع بعضنا بعضًا الإلمام بكلّ المسائل المدروسة، وتحديدها في جدول بياني، ييسّر علينا عمليّة التّلخيص والتّأليف، ثمّ عمليّة المراجعة والاستعداد إلى الامتحان الوطني، وسنرسم جدول مقسّمًا إلى واديين كبيرين فنحدّد في الوادي الأوّل مكوّنات النصّ الأصلي وهو المتعلّق بالنصّ التّاريخي المستقى من سيرة الظّاهر بيبرس، ونحدّد في الوادي الثّاني مكوّنات النصّ الفرعي الذي أنتجه ونّوس ولمّح به إلى طرق قراءة ذلك النّصّ الأوّل المختلفة، ونقصد به النصّ المعاصر، فلنبدأ عملنا مع التّأكيد على ضرورة مساهمة كلّ الأفراد في العمل، واحترام مبادئ العمل الجماعي، واحترام الآراء، والإنصات الجيّد إلى التّدخّلات وإمكانيّة التّعليق عليها أو الإضافة إليها، أو تعديلها، كما يُستحسن أنْ يكون التّدخّل مشفوعًا بالشّواهد النصيّة حتّى تكون الفكرة واضحة جليّة مقنعة:
2 ـ الإنجاز الجماعي:
المكوّن
النصّ الأصلي
النصّ الفرعي
الموضوع
الصّراع بين الوزير والخليفة حول السّلطة ـ موقف العامة والخاصة من الصّراع ومن أوضاع بغداد ـ لا مبالاة جابر بالصّراع وعواقبه ـ خشية منصور من العواقب ـ موقف عامة بغداد السّلبي من الأحداث الجارية في بلدهم بغداد ـ اهتمام الرّجل الرّابع بالحدث ومطالبته العامة باتّخاذ موقف إيجابي ـ استعانة الخليفة بحكّام الولايات ـ فرض ضريبة على العامة وغلاء الأسعار ـ فرض الحراسة على بغداد ـ تخطيط الوزير للاستعانة بالفرس ـ تقديم المملوك جابر خطّة للوزير لإخراج الرّسالة من بغداد ـ وعد الوزير بتحقيق طموحاته (زمرّد والثّروة والمنتصب) ـ حلق الشّعر وكتابة الرّسالة على رأس جابر ـ إرساله إلى بلاد الفرس ـ العامة يتحاورون حول واقعهم المرير ـ مواصلة الرّجل الرّابع اختلافه عنهم ـ وصول جابر إلى بلاد الفرس ـ قراءة الرّسالة ـ تجهيز الجيش لغزو بغداد ـ قطع راس جابر كما طلب الوزير ـ الهجوم على بغداد وإحداث المأساة العامة فيها.
الزّبائن في المقهى يتناولون الشّاي والقهوة والنّرجيلة ـ في انتظار قدوم العمّ مونس الحكواتي المسامر ـ يطالبونه بسرد سيرة الظّاهر بيبرس لما فيها من بطولات وأمجاد ـ العمّ مونس يسرد قصّة المملوك جابر الذي حمل أمر قتله فوق رأسه ـ تفاعل الزّبائن 1، 2، 3 مع المملوك جابر وإعجابهم بذكائه ـ اختلاف الزّبون 4 عنهم ـ تأسفهم لمصير جابر ـ الشّعور بالملل من هذه القصّة الدّراميّة ـ مطالبتهم العمّ مونس بسيرة بيبرس اللّيلة القادمة، وإلاّ فهم لنْ يأتوا إلى المقهى مجدّدًا.
الزّمان
في القرن السّابع للهجرة.
القرن العشرين
المكان
بغداد ـ قصر الخليفة ـ ديوان الوزير ـ شوارع بغداد ـ أمام الفرن ـ في السّجن ـ في أحد بيوت البغداديين الجياع ـ في الصّحراء نحو بلاد الفرس ـ في بلاد الفرس ـ في السّجن ـ أمام المقصلة.
ـ في المقهى ـ في الرّكح.
الشّخصيّات
الخليفة ـ عبد الله أخوه ـ الوزير ـ عبد اللّطيف ـ المماليك جابر ومنصور وياسر ـ عامة بغداد: الرّجال 1، 2، 3، 4، النّساء 1، 2 ـ رجل جائع وزوجته وابنه الرّضيع ـ زمرّد ـ الحراس ـ الفرّان ـ ملك الفرس منكتم بن داود ـ ابنه هلاوون ـ السيّاف لهب.
القهوجي أبو محمّد ـ الحكواتي ـ الزّبائن 1و2و3و4.
نمط الخطاب
الإشارات الرّكحيّة ـ الحوار
السّرد ـ الإشارات الرّكحيّة ـ الحوار
المؤثّرات
المرئي والمسموع: وأصوات الجنود وحوافر الخيل وأصوات الأبواب والأسلحة وأصوات صياح أهل بغداد، ومشاهدة الممثّلين ينجزون المشاهد على الرّكح.
المرئي والمسموع: كلام الحواتي والغناء والموسيقى وتمثيل الزّبائن للمشاهد..
المواقف
ـ الصّراعات السّياسية الضيّقة بين أهل السّياسة، والانشغال بها عن إدارة شؤون الرّعيّة ـ السّياسة أداة لتحقيق المصالح الشّخصيّة (الثّروة والجنس) ـ موقف الحكّام من المحكومين (التّهميش والتّشييء وإنكار حقّهم في المشاركة السّياسيّة الفاعلة) ـ أحوال المجكومين بين الظّلم والعدل السّياسي (الدّيمقراطيّة) والعدل الاجتماعي (تحسين مستوى العيش، وعدم فرض الضّرائب المجحفة) ـ موقف العامة من الصّراعات السّياسيّة الدّائرة بين السّاسة وأصحاب النّفوذ: الغالبيّة لا تهتم ولا تكترث وتطلب السّلامة وتدّعي أنّها توجد في الخوف (شعار من يتزوّج أمّنا نناديه عمّنا وفخّار يكسر بعضه بعضًا ـ الاستعانة بالقوّات الأجنبية لتحقيق المصالح السّياسيّة ـ رفع شعار عدوّ عدوّي صديقي ـ السّياسة والذّات قبل الوطن ـ تحميل المواطن العربي مسؤوليّات جسيمة ودعوته إلى التخلّص من النّظرة الضيّقة للواقع...
التّناقض بين موقف الزّبائن 1و2و3 وموقف الزّبون 4 ـ الموقف الأوّل معجب بجابر منبهر بذكائه مدّعيًا أنّه خير ما يفعل حين يتعايش مع عصره ويحقّق مصالحه الفرديّة الضيّقة بالخديعة والكذب وبيع الذمّة والوطن والأهل وأولي الأمر ـ ثمّ حزنوا لموته واتّهموا الوزير بالخداع والكذب والتّآمر عليه ـ الحكواتي يحاول التّأثير في السّامع لجعله يتّخذ موقفًا ما (تبشيع صورة الوزير) أو مباغتة أفق انتظار المتقبّل (مأساة جابر) ـ الزّبون 4 يدعو إلى الفهم والتّبصّر وإدراك حقيقة الواقع، وحقيقة الأشياء، يدعوهم إلى اتّخاذ الموقف السّليم من جابر، وعدم التّعاطف معه، فمأساته هي مأساة الشّعب العربي المستكين.
3 ـ ملاحظة:
يمكن للأستاذ أنْ يسلّم المتعلّمين وثيقة مكتوبة بعد إنجاز العمل الجماعي
.

2 commentaires:

عبدالوهاب بن علي الشتيوي a dit…

المغرمين بالأدب، هل تريد أنْ تنضمّ إلينا فنطلعك على الجديد في تأليف الدراسات النقديّة، سنطلعك على مؤلفاتنا وبحوثنا النقديّة ضمن سلسلة "سندباد الأدب"،
فانتظرنا، وسنقدم لك كلّ ما يفيدك، ويساهم في إثراء زائدك اللغوي والأدبيّ...
عبد الوهاب الشتيوي، أستاذ وباحث في الأدب العربي الحديث، وسيتخصص في الشعر الحديث...

عبدالوهاب بن علي الشتيوي a dit…

إنجازات، حقّقت للبشريّة التّقدّم، وحقّقت لهم الذّكر على امتداد التّاريخ الإنسانيّ الطّويل، إنّ هؤلاء الأعلام جنّدوا عقولهم واستثمروا أفكارهم، وخصّصوا حياتهم لخدمة الإنسانيّة في كلّ مكان وزمان دون أنء ينتظروا جزاءً ماديًّا، بل إنّهم لم يكونوا يفكّرون إلاّ في تحقيق المصلحة الجماعيّة، وإنّ المتصفّح لكتاب التّاريخ ليجد أمثلة كثيرة تجعل الإنسان فخورًا بهم، ومستفيدًا من أعمالهم الخالدة في الأدب والفكر والعلم، كما أنّ هؤلاء الأعلام الأفذاذ لا يرتبطون في ما أنجزوا بعصر أو بأمّة باعتبار أنّهم كانوا مؤمنين بأنّ الأدب والعلم والفكر مكوّنات ومنجزات تتجاوز حدود التّاريخ والجغرافيّا، كما تتجاوز الحدود العرقيّة والدّينتيّة، ومن هؤلاء الأعلام يمكن أنْ نذكر الأديب العربيّ العالميّ طه حسين.
فكيف كانت صفات طه حسين؟ وما هي المنجزات التي ساهم في تخليدها، وبها نفع أمّته والبشريّة؟
ينحدر طه حسين من بيئة قرويّة مصريّة ضعيفة البنية الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثّقافيّة، ومن عائلة كثيرة عدد الأفراد، محدودة الإمكانيّات الماديّة، وممّا زاد في ضعفه أنّه أصيب بالرّمد في طفولته ففقد بصره بعد أنْ عالجه حلاّق القرية علاجًا رعوانيًّا ذهب ببصره، وأدخله حياة الظّلمة. ثمّ دخل إلى كتّاب القرية وحفظ القرآن في التّاسعة من عمره، ولم يمنعه عماه من أنْ يكون طموحًا يطارد العلم في كلّ مكان، ويتوق إلى أنْ يصبح صاحب شأن وقامة عالية في العلم والفكر، فرحل مع أخيه الأكبر إلى القاهرة لينضمّ إلى الأزهر وتعلّم العلوم الشّرعيّة، لكنّ هذا العلم الأزهريّ لم يرق له، ووجد شيوخًا غير أكفّاء لأنْ يكون قدورة له، فهم متخلّفون في تفكيرهم وطرقهم العلميّة رغم عظمة العلوم التي يدرّسونها، فانفصل من الأزهر لينضمّ إلى الجامعة المصريّة حين فتحت أبوابها في بداية القرن العشرين، ومن هناك انطلق إلى أوروبّا في أوّل بعثة علميّة، وفي فرنسا انفتح له أبواب العلم على مصاريعها، وتعرّف إلى الأنوار، وبدأ يشعر بأنّه بدأ فعلاً يقاوم محنة العمى، ويطرد إحساسه بالنّقص والضّعف.
وعاد إلى مصر بدكتوراه في التّاريخ المعاصر، وانضمّ إلى أسرة التّدريس في الجامعة المصريّة الفتيّة، وبدأت أفكاره وكتبه تشغل النّاس، وتزعزع الأرض تحت أقدام التّقليديين. ومن أهمّ ما ألّف كتابيه في الشّعر الجاهليّ والأدب الجاهليّ اللّذين يثبت فيهما أنّ الأدب الجاهليّ فيه كثير من التّزوير والتّحريف والنتحال، ودعا العرب إلى إعادة قراءة أدبهم القديم، وتنقية الأصيل من المزوّر، كما ألّف كتاب ّعلى هامش السّيرةّ الذي يسلّط فيه الأضواء على السّيرة النّبويّة المجيدة الطّاهرة، ويُبرز عظمتها في التّاريخ البشريّ، ويدافع عن الإسلام والمسلمين تجاه الأقاويل الغربيّة، فكثير من المستشرقين (علماء غربيّون درسوا الثّقافة العربيّة) يتّهمون الإسلام بالعنف، ويجعلون دين غزو وسبي، ويعتبرون الحضارة العربيّة الإسلاميّة حضارة سيف وقتل، كما ألّف كتاب ّمستقبل الثّقافة في مصرّ الذي يدعو فيه إلى تعصير التّعليم والاستفادة من العلوم الغربيّة الحديثة، معتبرًا أنّ التّعليم أساس التّقدّم، وهو الحجرة الأساسيّة بالنّسبة إلى ثقافة أيّ أمّة تنشُد التّقدّم والتّطوّر، ويثبت أنّ على العرب أنْ يطوّروا التّعليم لكي يتمكّنوا من تحقيق النّهضة المنشودة. وقد استفاد كثير من العلماء والمفكّرين من آراء طه حسين في هذا الكتاب.
ويمكن أنْ نذكر رواياته وقصصه التي تحضّر دائمًا على التّضحيبة والكفاح والصّبر من أجل خلق التّفوّق، وطرد الضّعف عن الإنسان فردًا ومجموعة.
ولا يمكن أنْ نغفل في النّهاية كتابه ذا الأجزاء الثّلاثة "الأيّام" وهو فصول من سيرته الذّاتيّة منذ الطّفولة حتّى بلوغه سنّ الكهولة وعودته إلى مصر من فرنسا، وفي هذه السّيرة الذّاتيّة يؤرّخ لحياته الشّخصيبّة المليئة ضعفًا وعجزًا، وصبرًا وكفاحًا، ونضالاً وعزيمةً، واحتياجًا واكتفاءً، وطموحًا وعملاً وإنجازًا، ولعلّ العرب اليوم لا يذكرون طه حين المتوفّى سنة 1973 إلاّ باعتباره علمًا كبيرًا من أعلام الفكر والأدب، ومن مشاهير الإنسانيّة الذين يجب أنْ نفتخر بهم، ونجعلهم قثدوة ومثلاً أعلى لكي نبلغ أقصى درجات المجد، ونكفّ عن الاقتداء بأشباه المشاهير الذين نراهم اليوم في شاشات التّلفيزيون، والذين يساهمون في تشويه سمعة العرب والمسلمين بما يقدّمون من بساطف في التّفكير، ومن تعدّيهم على الحُرمات الأخلاقيّة والقيميّة.
نرجو لك النّجاح الباهر يا تيسورة التّحفونة،
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام