عبد الوهاب بن علي الشتيوي

Membres

mardi 3 juin 2008

تقويم الدرس

إنّ من أوكد المهمات التي يجب أن يوليها الأستاذ عناية كبرى هي تقويم الدرس بعد إنجازه مع المتعلمين، أي أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره، ولذا فمن الضوري أن يخصص حيّزًا زمنيًّا يرى فيه ردود أفعال المتعلمين نحو الدرس، إن كانت إيجابيّة أو سلبيّة، فيحتفظ يالإجابي منها ويضيف إليها ما أمكن له، ويحاول قدر جهده تجاوز السلبيات والهنات ومواطن الضعف، وعليه أن لا يشعر بأي حرج تجاه ذلك، بل إنّ من شروط العمل العلمي والتعليمي أساسًا الإنصات إلى الآخرين وأخذ ملاحظاتهم مأخذ الجدّ، فالمدرس باحتكاكه بالآخرين يجدد أساليبه التعليمية، ويعدل مبادئه التربوين، ونظرته إلى التمدرس عامة، كما عليه أن يكون واثقًا من أن التجربة مع المتعلمين والإنصات إلى ملاحظاتهم تكون مثمرة بالضرورة، بل إنّ الخبرة العلمية تحتاج إلى الخبرة العملية، واكتساب المهارات الدراسية تكون دائمًا وفق مبدإ التجربة والخطإ، والتعديل والتغيير والإصلاح، وما خاب من استشار، بل إنّ ابن المقفع يقول: "إن صاحب الرأي يزداد بالمشورة رأيًا، ثمّ يمكن للمدرس أنْ يكلف المتعلّمين بإنجاز تصوّرات أخرى لسير الدرس يرونها أصلح وأفيد، وبالتالي فهو بهذه الطريقة يصيب مجموعة من الأهداف، أولها أنّها يوفر لنفسه فرصة النظر إلى نفسه من خلال الآخرين وتقويمها، ثمّ الحرص على التجديد والإصلاح والتغيير، ويقرب المتعلمين منه ويجعل أساس العلاقة المودة والاحترام، ثمّ يشيع بين المتعلمين مبدأ ديمقراطيّة التعلم، وتوفير هامش من حرية الرأي والاعتقاد والتفكير والتعبير في فصله. ولعل كل ما نقوم به وما نستند إليه في تجربتنا التدريسية قد دعا إليه كلّ علماء التربية الحديثة، والذين أرادوا أنْ تكون المدرسة فضاءً رحبًا للحوار، وموردًا للتزوّد بالعلم والمعرفة، وتحقيق التّوازن العاطفي، والرقي الاجتماعي، وتعميق العلاقة بين المتعلم والمعلم والمؤسسة التعليمية، ونقضي على فكرة المدرسة/ السجن، وفكرة المدرس/ السجّان، وفكرة المتعلّم/ السّجين. ونقضي على البؤس المتوفر في مدارس العالم الثالث، ونحقق النقلة النوعية لتعليم الغد، مدرسة الغد تتأسّس على الحوار والاحترام والحرية والفعل المسؤول والتخلّص من التواكل والسلبيّة.

5 commentaires:

عبدالوهاب بن علي الشتيوي a dit…

الثلاثي الثاني مادة العربيّة الفرض العادي
(1) النص:
قال أبو نواس: (من البسيط التّام)
دَعِ الوُقُوفَ على رسمٍ وأطلالِ ودِمْنَةٍ كسحيقِ اليَمْنَةِ البَالِي (1)
وَعجْ بِنَا نَصْطَبِحْ صَفْرَاءَ، واقِدَةً، فِي حُمْرَةِ النَّارِ، أو في رِقَّةِ الآلِ
لمْ يُذْهِبِ الدّهْرُ عنها حَدَّ سَوْرَتِهَا، ولمْ ينلْهَا الأذَى في دهرهَا الخَالِي (2)
قام الغُلامُ بها في اللَّيْلِ يَمْزُجُهَا، كالبَدْرِ، ضَوْءُ سناهُ للدُّجَى حَالِ
تكادُ تَخْطِفُ أبصَارًا، إذا مُزِجَتْ بالماءِ، واجتُلِيَتْ في لَوْنِهَا الجَالِي (3)
تَفْتَرُّ في أوجهِ النُّدْمَانِ ضاحِكَةً، كَمِثْلِ دُرٍّ وهي من كلِّ لأْآلِ (4)
تَرَى الكريمَ عنِ الأَنْذَالِ يصْرِفُهَا، يُبْقِي علَيْهَا، ولاَ يُبْقِي على مالِ
في بَيْتِ كافِرَةٍ، بالخَمْرِ تاجِرَةٍ، شَمْطَاءَ، شاطِرَةٍ، تَعْتَزُّ بِالوَالِي (5)
أبو نواس ـ الديوان، ج 2، ص 248
دار الكتاب اللّبناني
ـ شرح المفردات:
1 ـ الدمنة: ما بقي من آثار الدّيار المهجورة/ السّحيق: الثّوب البالي/ اليمنة: نسبة إلى اليماني.
2 ـ السَّوْرُ: الحِّدَّةُ.
3 ـ اُجْتُلِيَتْ: عُرضت/ الجالي: الجليّ الواضح.
4 ـ النّدمان: شاربو الخمرة، واحدهم النّديم/ لأْآل: بائع اللآلي.
5 ـ شمطاء: عجوز/ شاطرة: عارفة بأمور الخمرة وتجارتها/ تعتزّ بالوالي: محميّة من قبل السّلطة.
(2) الإختبار:
I ـ الفهم:
1 ـ يقابل الشّاعر بين مذهبين في الشّعر والحياة. حدّدهما وابرز دلالات ذلك. (2 ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
2 ـ كيف كانت الصّورة التي رسمها الشّاعر للخمرة؟ وما هي الأساليب التي التمسها لرسمها؟ (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
3 ـ تكشف القصيدة تحوّلاً في نظام القيم والعلاقات الإجتماعيّة. وضّح ذلك. (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
4 ـ أبدِ رأيك من توجّه أبي نواس الشّعريّ والحياتي. (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
II ـ اللّغة: (5ن).
استخرج من النصّ خمسة أفعال وعيّن صيغتها وحدّد من خلالها الوجوب أو الامكان:
الفعل الصّيغة الوجوب الامكان
1 ـ
2 ـ
3 ـ
4 ـ
5 ـ
IIIـ التّحرير: (7ن).
"ولّد أبو نواس في الشّعر العربي غرضًا شعريًّا جديدًا، ميّزه بخصائصه الفنيّة، وكشف به صورة الحياة في القرن الثّاني للهجرة".
حلّل هذا الرّأي من خلال ما درست من أشعار أبي نواس في الخمرة.

الثلاثي الثاني مادة العربيّة الفرض العادي
I ـ الفهم:
1 ـ يقابل الشّاعر في بداية القصيدة بين مذهبين في الشّعر، الأوّل مرفوض بالنّسبة إليه ويمثّل مذهب المقلّدين الملتزمين ببنية الشّعر العربي القديم وأساسه الوقوف على الأطلال وما يحيل عليه من نمط الحياة العربيّة البدويّة، ومذهب المجدّدين مثله الرّافضين لهذا النمط الشّعري والدّاعين إلى التّجديد بالوقوف على أطلال الخمرة التي تعبّر عن روح العصر، وفي الحياة يرفض مذهب الحياة العربيّة القديمة بنمطها البدوي ونمطها الجادّ، ثمّ يدعو إلى التّمتّع بالحياة الماديّة الجديدة من خلال معاقرة الخمرة، ومجالسة النّدمان، ومصاحبة القينة والغلام السّاقي. وهذه الدّعوة تعكس ذلك الصّراع الحضاري الذي جدّ في القرن الثّاني للهجرة بين العرب والموالي والدّاعين إلى تقليد الفرس في حياتهم الماديّة.
2 ـ حاول الشّاعر رسم صورة نموذجيّة لخمرته، فهي جميلة في مظهرها لأنّها صفراء ولها من النّار حمرتها ولها من الآل الرّقّة، وهي قديمة معتّقة لم يفسد الدّهر عذوبة مطعمها، ولا سلّط عليها الأذى، تَسرُّ الناّظرين فتخطف أبصارهم، وتختلف عن الماء إذا مزجت به كانت فيه واضحة جليّة، وتضحك في وجوه النّدمان وتوقع بهم لمعاقرتها. أمّا الأساليب المعتمدة في رسمها فهي الصّفات المشبّهة "صفراء، واقدة" والخبر المؤكّد بالنّفي "لم يُذهب، لم ينلها"، والشّرط "إذا مزجت"، والاستعارة "تخطف أبصارًا، تفترّ ضاحكة"، والتّشبيه "كمثل درٍّ".
3 ـ لم تعد الخمرة في المجتمع العربي الإسلامي في القرن الثّاني للهجرة أمرًا مستهجنًا ولا شاربها شخصًا مرفوضًا، بل أصبحت من دلالات الكرم لأنّ الكريم يبذل في سبيلها المال ويبذّره من أجلها حفاظًا عليها، ويحميها من الأنذال، كما لم تعد الحياة العربيّة القديمة بنمطها البدويّ من الأمجاد التي يتغنّى بها الإنسان، بل هي حياة رخيصة وجب التّخلّص منها، ومنه تغيّر نظام العلاقات الاجتماعيّة إذ أصبحت الصّداقة المتينة تعقد مع الخمرة وفي مجالس اللّهو بين النّدمان، وأصبح السّاقي والقينة وبائعة الخمرة من الشخصيّات المرموقة التي يسعى الشّارب لإرضائها.
4 ـ إنّ أبا نواس يعبّر عن عصره ومجتمعه حيث انتشرت الخمرة انتشارًا واسعًا، وشاع مذهب اللّهو والمجون بسبب التّرف والبذخ وكثرة المال وتقدّم الحضارة من النّاحيتين العمرانيّة والماديّة الاقتصاديّة، وبسبب تأثّر العرب بالحضارة الفارسيّة لأنّ الفرس نالوا حظوةً في الدّولة العبّاسيّة. غير أنّه من غير الممكن أنْ يجعل الإنسانُ حياته كلَّها مقصورة على اللّهو ويتجاوز كلّيًّا الجدّ والعقل، فالخمرة إنْ وفّرت متعة للجسد فإنّها لا تمتّع العقل بل تُذهبه. أمّا في الشّعر فإنّ موقفه سليم حين يدعو إلى التّخلّي عن المطلع الطّللي باعتبار تغيّر نمط الحياة من البداوة إلى الإستقرار.
II ـ اللّغة:
الفعل الصّيغة الوجوب الإمكان
1 ـ دعْ الأمر +
2 ـ لم يذهب المضارع المجزوم +
3 ـ قام الماضي +
4 ـ عجْ الأمر +
5 ـ يبقي المضارع +
IIIـ التّحرير:
1 ـ الجوهر:
أ ـ الخصائص الفنّيّة المميّزة للغرض الخمري:
ـ الغرض: تحوّل الخمرة إلى غرض مستقلّ بذاته، بينما كانت في الشّعر الجاهليّ والأمويّ قسمًا فخريًّا.
ـ البنية: التّخلّي عن الوقفة الطّلليّة بأسلوب ساخر يستهجن نظام الحياة والشّعر العربييّن القائمين حتّى تلك الفترة، وتعويضها بالوقفة الخمريّة، لذلك تراه يكثر من الأساليب الإنشائيّة الدّاعية إلى الثّورة على الأطلال (دع الأطلال تسفيها الجنوب ـ عج للوقف على راح وريحان ـ بادر فإنّ جنان الكرخ مؤنقة).
ـ تعويض وصف الرّحلة والرّاحلة إلى الممدوح أو المغامرة العاطفيّة في الغزل بالرّحلة نحو الخمرة والمغامرة الخمريّة.
ـ بناء قسم يشبه قسم النّسيب في القصيدة التّقليديّة يتغنّى فيه بمحاسن الخمرة.
ـ عقد قسم حواري بين النّدامى والخمّار أو الخمّارة أو مع السّاقي والقينة.
ـ أساليب تصوير الخمرة: ـ وصف لونها (الصّفرة والحمرة، صفراء، صهباء)، وصفائها (فأطيب منه صافيةٌ شمولُ)، وجودتها (أقامت حقبةً في قعر دنِّ)، وتأثيرها (تفور وما يحسّ لها لهيب).
ـ اعتماد التّشبيه لتقريب الصّورة من ذهن المتقبّل:
أتى بها قهوةً كالمسك صافيةً كدمعةٍ منحتها الخدّ مرهاءُ
ـ كالمسك إنْ بُزِلَتْ والسّبك إنْ سكبت../ كعين الدّيك ندماني/ مثل اليواقيت من مثنى ووحدان.
ـ اعتماد الاستعارة لتضخيم الصّورة وجعل الخمرة كائنًا حيًّا لا سيّما مثل المرأة والعروس خاصّة (هي العروس إذا داريت مزجتها/ عذراء/ يا خاطب القهوة الصّهباء يمهرها). وتصل العلاقة إلى حدّ العشق والوله.
ـ اعتماد الكناية: صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها إذا مسّها حجر مسّته ضرّاء
ـ جعل الخمرة دواءً تشفي من الهموم والمآسي النّفسيّة: "داوني بالتي كانت هي الدّاء".ُ
ـ الإكثار من أساليب البديع لاسيّما الجناس والطّباق والمقابلة، وهو ما يؤدّي إلى العناية بالإيقاع الدّاخلي بدل الإيقاع الخارجي.
سلافُ دنٍّ كشمسِ دجنِ كدمعِ جفنٍ كخمرِ عدنِ
فاحت بريحٍ كريحِ شيحٍ يومَ صبُوحٍ وغيم دجنٍ
ب ـ صورة الحياة في القرن الثّاني للهجرة:
ـ شيوع اللّهو والمجون على نطاق واسع + كثرة المجالس الخمريّة التي يجتمع فيها الغناء والرّقص + تكوّن المجموعات التي جعلت هذا المذهب مبدأً في الحياة + استهجان الحياة العربيّة القديمة وتمجيد الحياة الحضريّة الجديدة المتأثّرة بالحضارة الفارسيّة:
أين البدوُ من إيوان كسرى وأين من الميادين الزُّرُوبُ؟
ـ التّغنّي بالجواري والقيان وبائعات الخمرة بعد أنْ كان التّغنّي مقصورًا على الحرائر + التّغنّي بالغلمان العاملين في الخمّارات:
تمدّ بها إليك يدا غلامٍ أغنَّ، كأنّه رشأٌ ربيبُ
ـ لم تعد الفتوّة قوّة وشجاعة وكرمًا، بل أصبحت سعيًا وراء المتع وارضاءً للغرائز + لم يعد الطّرب لصوت السّيوف والرّماح وحوافر الخيل وضجيج الرّجال ورائحة الرّمال، بل الطّرب لصوت الكؤوس والأقداح وغناء القيان وضحك النّدامى ورائحة الخمرة وأصناف الطّعام.
ـ التّعلّق بالعمران الجديد من قصور وحانات بدل الخيام، والطّبيعة الخلاّبة بل الطّبيعة البدويّة الصّحراويّة الجافّة:
بادرْ فإنّ جنانَ الكرخِ مؤنقةٌ لم تلتقفها يدٌ للحربِ عسراءُ
ـ تحوّل العنصر الأجنبي ولاسيّما الفارسي إلى عنصر له مكانته الهامّة في النظام الاجتماعي.

عبدالوهاب بن علي الشتيوي a dit…

العربيّةللثّانية علوم
الثلاثي الثاني مادة العربيّة
الفرض العادي
(1) النص:
قال أبو نواس: (من البسيط التّام)
دَعِ الوُقُوفَ على رسمٍ وأطلالِ ودِمْنَةٍ كسحيقِ اليَمْنَةِ البَالِي (1)
وَعجْ بِنَا نَصْطَبِحْ صَفْرَاءَ، واقِدَةً، فِي حُمْرَةِ النَّارِ، أو في رِقَّةِ الآلِ
لمْ يُذْهِبِ الدّهْرُ عنها حَدَّ سَوْرَتِهَا، ولمْ ينلْهَا الأذَى في دهرهَا الخَالِي (2)
قام الغُلامُ بها في اللَّيْلِ يَمْزُجُهَا، كالبَدْرِ، ضَوْءُ سناهُ للدُّجَى حَالِ
تكادُ تَخْطِفُ أبصَارًا، إذا مُزِجَتْ بالماءِ، واجتُلِيَتْ في لَوْنِهَا الجَالِي (3)
تَفْتَرُّ في أوجهِ النُّدْمَانِ ضاحِكَةً، كَمِثْلِ دُرٍّ وهي من كلِّ لأْآلِ (4)
تَرَى الكريمَ عنِ الأَنْذَالِ يصْرِفُهَا، يُبْقِي علَيْهَا، ولاَ يُبْقِي على مالِ
في بَيْتِ كافِرَةٍ، بالخَمْرِ تاجِرَةٍ، شَمْطَاءَ، شاطِرَةٍ، تَعْتَزُّ بِالوَالِي (5)
أبو نواس ـ الديوان، ج 2، ص 248
دار الكتاب اللّبناني
ـ شرح المفردات:
1 ـ الدمنة: ما بقي من آثار الدّيار المهجورة/ السّحيق: الثّوب البالي/ اليمنة: نسبة إلى اليماني.
2 ـ السَّوْرُ: الحِّدَّةُ.
3 ـ اُجْتُلِيَتْ: عُرضت/ الجالي: الجليّ الواضح.
4 ـ النّدمان: شاربو الخمرة، واحدهم النّديم/ لأْآل: بائع اللآلي.
5 ـ شمطاء: عجوز/ شاطرة: عارفة بأمور الخمرة وتجارتها/ تعتزّ بالوالي: محميّة من قبل السّلطة.
(2) الإختبار:
I ـ الفهم:
1 ـ يقابل الشّاعر بين مذهبين في الشّعر والحياة. حدّدهما وابرز دلالات ذلك. (2 ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
2 ـ كيف كانت الصّورة التي رسمها الشّاعر للخمرة؟ وما هي الأساليب التي التمسها لرسمها؟ (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
3 ـ تكشف القصيدة تحوّلاً في نظام القيم والعلاقات الإجتماعيّة. وضّح ذلك. (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
4 ـ أبدِ رأيك من توجّه أبي نواس الشّعريّ والحياتي. (2ن).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
II ـ اللّغة: (5ن).
استخرج من النصّ خمسة أفعال وعيّن صيغتها وحدّد من خلالها الوجوب أو الامكان:
الفعل الصّيغة الوجوب الامكان
1 ـ
2 ـ
3 ـ
4 ـ
5 ـ
IIIـ التّحرير: (7ن).
"ولّد أبو نواس في الشّعر العربي غرضًا شعريًّا جديدًا، ميّزه بخصائصه الفنيّة، وكشف به صورة الحياة في القرن الثّاني للهجرة".
حلّل هذا الرّأي من خلال ما درست من أشعار أبي نواس في الخمرة.

الثلاثي الثاني مادة العربيّة الفرض العادي
I ـ الفهم:
1 ـ يقابل الشّاعر في بداية القصيدة بين مذهبين في الشّعر، الأوّل مرفوض بالنّسبة إليه ويمثّل مذهب المقلّدين الملتزمين ببنية الشّعر العربي القديم وأساسه الوقوف على الأطلال وما يحيل عليه من نمط الحياة العربيّة البدويّة، ومذهب المجدّدين مثله الرّافضين لهذا النمط الشّعري والدّاعين إلى التّجديد بالوقوف على أطلال الخمرة التي تعبّر عن روح العصر، وفي الحياة يرفض مذهب الحياة العربيّة القديمة بنمطها البدوي ونمطها الجادّ، ثمّ يدعو إلى التّمتّع بالحياة الماديّة الجديدة من خلال معاقرة الخمرة، ومجالسة النّدمان، ومصاحبة القينة والغلام السّاقي. وهذه الدّعوة تعكس ذلك الصّراع الحضاري الذي جدّ في القرن الثّاني للهجرة بين العرب والموالي والدّاعين إلى تقليد الفرس في حياتهم الماديّة.
2 ـ حاول الشّاعر رسم صورة نموذجيّة لخمرته، فهي جميلة في مظهرها لأنّها صفراء ولها من النّار حمرتها ولها من الآل الرّقّة، وهي قديمة معتّقة لم يفسد الدّهر عذوبة مطعمها، ولا سلّط عليها الأذى، تَسرُّ الناّظرين فتخطف أبصارهم، وتختلف عن الماء إذا مزجت به كانت فيه واضحة جليّة، وتضحك في وجوه النّدمان وتوقع بهم لمعاقرتها. أمّا الأساليب المعتمدة في رسمها فهي الصّفات المشبّهة "صفراء، واقدة" والخبر المؤكّد بالنّفي "لم يُذهب، لم ينلها"، والشّرط "إذا مزجت"، والاستعارة "تخطف أبصارًا، تفترّ ضاحكة"، والتّشبيه "كمثل درٍّ".
3 ـ لم تعد الخمرة في المجتمع العربي الإسلامي في القرن الثّاني للهجرة أمرًا مستهجنًا ولا شاربها شخصًا مرفوضًا، بل أصبحت من دلالات الكرم لأنّ الكريم يبذل في سبيلها المال ويبذّره من أجلها حفاظًا عليها، ويحميها من الأنذال، كما لم تعد الحياة العربيّة القديمة بنمطها البدويّ من الأمجاد التي يتغنّى بها الإنسان، بل هي حياة رخيصة وجب التّخلّص منها، ومنه تغيّر نظام العلاقات الاجتماعيّة إذ أصبحت الصّداقة المتينة تعقد مع الخمرة وفي مجالس اللّهو بين النّدمان، وأصبح السّاقي والقينة وبائعة الخمرة من الشخصيّات المرموقة التي يسعى الشّارب لإرضائها.
4 ـ إنّ أبا نواس يعبّر عن عصره ومجتمعه حيث انتشرت الخمرة انتشارًا واسعًا، وشاع مذهب اللّهو والمجون بسبب التّرف والبذخ وكثرة المال وتقدّم الحضارة من النّاحيتين العمرانيّة والماديّة الاقتصاديّة، وبسبب تأثّر العرب بالحضارة الفارسيّة لأنّ الفرس نالوا حظوةً في الدّولة العبّاسيّة. غير أنّه من غير الممكن أنْ يجعل الإنسانُ حياته كلَّها مقصورة على اللّهو ويتجاوز كلّيًّا الجدّ والعقل، فالخمرة إنْ وفّرت متعة للجسد فإنّها لا تمتّع العقل بل تُذهبه. أمّا في الشّعر فإنّ موقفه سليم حين يدعو إلى التّخلّي عن المطلع الطّللي باعتبار تغيّر نمط الحياة من البداوة إلى الإستقرار.
II ـ اللّغة:
الفعل الصّيغة الوجوب الإمكان
1 ـ دعْ الأمر +
2 ـ لم يذهب المضارع المجزوم +
3 ـ قام الماضي +
4 ـ عجْ الأمر +
5 ـ يبقي المضارع +
IIIـ التّحرير:
1 ـ الجوهر:
أ ـ الخصائص الفنّيّة المميّزة للغرض الخمري:
ـ الغرض: تحوّل الخمرة إلى غرض مستقلّ بذاته، بينما كانت في الشّعر الجاهليّ والأمويّ قسمًا فخريًّا.
ـ البنية: التّخلّي عن الوقفة الطّلليّة بأسلوب ساخر يستهجن نظام الحياة والشّعر العربييّن القائمين حتّى تلك الفترة، وتعويضها بالوقفة الخمريّة، لذلك تراه يكثر من الأساليب الإنشائيّة الدّاعية إلى الثّورة على الأطلال (دع الأطلال تسفيها الجنوب ـ عج للوقف على راح وريحان ـ بادر فإنّ جنان الكرخ مؤنقة).
ـ تعويض وصف الرّحلة والرّاحلة إلى الممدوح أو المغامرة العاطفيّة في الغزل بالرّحلة نحو الخمرة والمغامرة الخمريّة.
ـ بناء قسم يشبه قسم النّسيب في القصيدة التّقليديّة يتغنّى فيه بمحاسن الخمرة.
ـ عقد قسم حواري بين النّدامى والخمّار أو الخمّارة أو مع السّاقي والقينة.
ـ أساليب تصوير الخمرة: ـ وصف لونها (الصّفرة والحمرة، صفراء، صهباء)، وصفائها (فأطيب منه صافيةٌ شمولُ)، وجودتها (أقامت حقبةً في قعر دنِّ)، وتأثيرها (تفور وما يحسّ لها لهيب).
ـ اعتماد التّشبيه لتقريب الصّورة من ذهن المتقبّل:
أتى بها قهوةً كالمسك صافيةً كدمعةٍ منحتها الخدّ مرهاءُ
ـ كالمسك إنْ بُزِلَتْ والسّبك إنْ سكبت../ كعين الدّيك ندماني/ مثل اليواقيت من مثنى ووحدان.
ـ اعتماد الاستعارة لتضخيم الصّورة وجعل الخمرة كائنًا حيًّا لا سيّما مثل المرأة والعروس خاصّة (هي العروس إذا داريت مزجتها/ عذراء/ يا خاطب القهوة الصّهباء يمهرها). وتصل العلاقة إلى حدّ العشق والوله.
ـ اعتماد الكناية: صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها إذا مسّها حجر مسّته ضرّاء
ـ جعل الخمرة دواءً تشفي من الهموم والمآسي النّفسيّة: "داوني بالتي كانت هي الدّاء".ُ
ـ الإكثار من أساليب البديع لاسيّما الجناس والطّباق والمقابلة، وهو ما يؤدّي إلى العناية بالإيقاع الدّاخلي بدل الإيقاع الخارجي.
سلافُ دنٍّ كشمسِ دجنِ كدمعِ جفنٍ كخمرِ عدنِ
فاحت بريحٍ كريحِ شيحٍ يومَ صبُوحٍ وغيم دجنٍ
ب ـ صورة الحياة في القرن الثّاني للهجرة:
ـ شيوع اللّهو والمجون على نطاق واسع + كثرة المجالس الخمريّة التي يجتمع فيها الغناء والرّقص + تكوّن المجموعات التي جعلت هذا المذهب مبدأً في الحياة + استهجان الحياة العربيّة القديمة وتمجيد الحياة الحضريّة الجديدة المتأثّرة بالحضارة الفارسيّة:
أين البدوُ من إيوان كسرى وأين من الميادين الزُّرُوبُ؟
ـ التّغنّي بالجواري والقيان وبائعات الخمرة بعد أنْ كان التّغنّي مقصورًا على الحرائر + التّغنّي بالغلمان العاملين في الخمّارات:
تمدّ بها إليك يدا غلامٍ أغنَّ، كأنّه رشأٌ ربيبُ
ـ لم تعد الفتوّة قوّة وشجاعة وكرمًا، بل أصبحت سعيًا وراء المتع وارضاءً للغرائز + لم يعد الطّرب لصوت السّيوف والرّماح وحوافر الخيل وضجيج الرّجال ورائحة الرّمال، بل الطّرب لصوت الكؤوس والأقداح وغناء القيان وضحك النّدامى ورائحة الخمرة وأصناف الطّعام.
ـ التّعلّق بالعمران الجديد من قصور وحانات بدل الخيام، والطّبيعة الخلاّبة بل الطّبيعة البدويّة الصّحراويّة الجافّة:
بادرْ فإنّ جنانَ الكرخِ مؤنقةٌ لم تلتقفها يدٌ للحربِ عسراءُ
ـ تحوّل العنصر الأجنبي ولاسيّما الفارسي إلى عنصر له مكانته الهامّة في النظام الاجتماعي.

Unknown a dit…

من فضلك نمط نص دع الوقوف على رسم و أطلال لأبي نواس

زينب الجوادي a dit…

شكرا أستاذ على العمل لكن أجد انّك قد تصرّفت في لفظة "اجرة " في القصيد فهل يجوز لنا ذلك في النصّ الشعر لأنّي أريد توظيف هذا القصيد لكن أجد حرجا في إيراد هذا اللفظ الذي يخش الحياء

Unknown a dit…

نمط النص من فضلك